بصائر في نوازل - فيروس كورونا 02

. . ليست هناك تعليقات:



كل ما في هذا الكون يجري بقدر الله وحكمته .. والكل تحت سلطان القدر ..

ولا يمكن لمؤمن بالله واليوم الآخر .. أن يفزع ويهلع عند نزول الملمات والحوادث ..

قال تعالى (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) [التغابن: 11]. وقد سُئل علقمة عن هذه الآية، فقال: هو الرجل تُصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.

وفي وصية النبي ﷺ لابن عباس: (واعلَم أنَّ ما أصابَكَ لم يكُن ليُخطِئَك وما أخطأكَ لم يكُن ليُصيبَكَ).

ومن هذا المنطلق فإن نظرة المؤمن للأحداث تختلف عن غيره .. فهو ينظر للأحداث نظرة المعتبر ..

قال تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157)) [البقرة: 155- 157].

قال القرطبي المالكي:
(تسليط الله تعالى المشركين على المؤمنين هو بأن يقدرهم على ذلك ويقويهم -وهذا عام في كل المصائب-:
1) إما عقوبة ونقمة عند إذاعة المنكر وظهور المعاصي.
2) وإما ابتلاء واختبارا كما قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ).
3) وإما تمحيصا للذنوب كما قال تعالى: (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا). ولله أن يفعل ما يشاء ويسلط من يشاء على من يشاء إذا شاء).

والحقيقة الكبرى التي ستظل ملازمة للإنسان مهما تقدم به العلم .. أن الإنسان ضعيف فقير إلي مولاه ..

قال تعالى: (وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا) [النساء: 28].
وقال: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) [فاطر: 15].

وهذه عشرة كاملة تلزمها في هذه الأيام:

(1) لزوم باب الدعاء:

قال تعالى (أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ) [النمل: 62].

(2) الأخذ بأسباب الوقاية المادية ومنها التداوي:

وفي الحديث: «تداوَوْا عباد الله؛ فإنَّ الله تعالى لم يَضَعْ داءً إلا وَضَعَ له دَواءً، غير: الهَرَم».

(3) التعرف على أسماء الله وصفاته والتدبر فيها:

وخاصة في معاني الخلق والملك والإحياء والإماتة والنفع والضر والمنع والعطاء والتدبير ، وقيومية الله تعالى على خلقه .

قال تعالى (وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ (18)) ]الأنعام: 17 -18[.

(4)الرجوع إلي الله تعالى بالتوبة:

قال تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ (42) فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (43)) [الأنعام: 42-43].

(5) كثرة الاستغفار:

قال تعالى (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 33].

(6) ترك المعاصي والذنوب :

عن النعمان بن بشير قال : الهلكة كل الهلكة أن تعمل بالسيئات في أزمان البلاء .

(7) الصبر واحتساب الأجر لمن أُصيب بهذا المرض:

قال رسول الله ﷺ: «عجبًا لأمرِ المؤمنِ إنَّ أمرَه كلَّهُ له خيرٌ وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمنِ إن أصابتْهُ سرَّاءُ شكر وكان خيرًا لهُ وإن أصابتْهُ ضرَّاءُ صبرَ فكان خيرًا له» (مسلم).

وقال : «ما يصيب المسلم من نَصَب، ولا وَصَب، ولا هم، ولا حزن، ولا أذى، ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه» (البخاري).

(8) الصلاة:

قرينة الصبر في قوله تعالى (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].
وعن حذيفة قال: كانَ النَّبيُّ ﷺ إذا حزبَهُ -أي أحزنه- أمرٌ صلَّى.

(9) رد المظالم إلي أصحابها وترك ظلم العباد:

قال تعالى (وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ) [هود: 102].

وقال تعالى (وَكَمْ قَصَمْنَا مِنْ قَرْيَةٍ كَانَتْ ظَالِمَةً وَأَنْشَأْنَا بَعْدَهَا قَوْمًا آخَرِينَ) [الأنبياء: 11].

(10) تلاوة القرآن الكريم :

قال تعالى ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا﴾ [الإسراء: 82] .

#بصائر_في_نوازل


ليست هناك تعليقات:

بحث في الموقع :

تابعنا :


الأسئلة:

قناة التلجرام

مشاركة مميزة

معاشر المحبين، الحب دين!

اقرأ المقال على شبكة الألوكة   لا نجد في قاموس البشرية كلمةً أجمَعَ الناس عليها غير هذه الكلمة   (الحب)؛ فهي كلمة تشتاق لها القلوب، ...

المشاركات الشائعة

منصة بصيرة للتعليم الشرعي المفتوح