ليلة النصف من شعبان

. . ليست هناك تعليقات:

 

الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه، وبعد:

ينتظم الكلام في الحديث عن ليلة النصف من شعبان في أربعة مسائل :

المسألة الأولى: فضل ليلة النصف من شعبان.

المسألة الثانية: حكم قيام ليلة النصف من شعبان.

المسألة الثالثة: حكم الاجتماع لقيام ليلة النصف ن شعبان.

المسألة الرابعة: هل هناك عبادة بهيئة معينة لليلة النصف من شعبان ؟

 

المسألة الأولى: فضل ليلة النصف من شعبان:

ورد في فضل ليلة النصف من شعبان عدد من الأحاديث ..

منها الضعيف ومنها الحسن ومنها الصحيح .. ومن ذلك:

«إذا كان ليلة النصف من شعبان اطلع الله إلى خلقه فيغفر للمؤمنين ويملي للكافرين ويدع أهل الحقد بحقدهم حتى يدعوه» [حديث حسن صحيح الجامع - 771].

 

«إن الله تعالى ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن» [حديث حسن صحيح الجامع - 1819] .

 

« إن الله يطلع على عباده في ليلة النصف من شعبان فيغفر للمستغفرين ويرحم المسترحمين ويؤخر أهل الحقد كما هم» [حديث ضعيف ضعيف الجامع الصغير - 1739].

 

المسألة الثانية: حكم قيام ليلة النصف من شعبان.

ذهب جمهور الفقهاء إلي ندب قيام ليلة النصف من شعبان ليتعرض المؤمن إلى رحمة الله ومغفرته.

وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية: عن صلاة نصف شعبان؟

فأجاب: ( إذا صلى الإنسان ليلة النصف وحده أو في جماعة خاصة كما كان يفعل طوائف من السلف فهو أحسن. وأما الاجتماع في المساجد على صلاة مقدرة. كالاجتماع على مائة ركعة بقراءة ألف: (قل هو الله أحد) دائما. فهذا بدعة لم يستحبها أحد من الأئمة. والله أعلم ) [23 / 131].

وقال في موضع آخر:

( وأما ليلة النصف فقد روي في فضلها أحاديث وآثار ونقل عن طائفة من السلف أنهم كانوا يصلون فيها، فصلاة الرجل فيها وحده قد تقدمه فيه سلف وله فيه حجة فلا يُنكر مثل هذا ) [23 / 132].

 

المسألة الثالثة: حكم الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان:

ذهب جمهور الفقهاء إلي كراهة الاجتماع لإحياء ليلة النصف من شعبان، نص على ذلك الحنفية والمالكية، وصرحوا بأن الاجتماع عليها بدعة وعلى الأئمة المنع منه .

وهو قول عطاء بن أبي رباح وابن أبي مليكة.

وذهب الأوزاعي إلى كراهة الاجتماع لها في المساجد للصلاة؛ لأن الاجتماع على إحياء هذه الليلة لم ينقل عن الرسول صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه.

وذهب خالد بن معدان ولقمان بن عامر وإسحاق بن راهويه إلى استحباب إحيائها في جماعة.

فالحاصل: أن قيام ليلتها ورد عن بعض السلف واستحبه البعض لكن دون اجتماع لذلك في المساجد لأنه من البدع المذمومة.

 

المسألة الرابعة: هل هناك عبادة بهيئة معينة لليلة النصف من شعبان ؟

لا توجد صلاة مخصوصة لهذه الليلة أو دعاء خاص بها.

قال شيخ الإسلام: ( وأما صلاة الرغائب فلا أصل لها. بل هي محدثة. فلا تستحب لا جماعة ولا فرادى ) [23 / 132].

وقال النووى فى كتابه المجموع: ( الصلاة المعروفة بصلاة الرغائب وهى ثنتا عشرة ركعة بين المغرب والعشاء ليلة أول جمعة من رجب، وصلاة ليلة النصف من شعبان مائة ركعة، هاتان الصلاتان بدعتان منكرتان، ولا تغتر بذكرهما فى كتاب قوت القلوب - لأبى طالب المكى-وإحياء علوم الدين - للإمام الغزالى - ولا بالحديث المذكور فيهما، فإن كل ذلك باطل، ولا يغتر ببعض من اشتبه عليه حكمهما من الأئمة فصنف ورقات فى استحبابهما فإنه غالط فى ذلك. وقد صنف الشيخ الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسى كتابا نفيسا فى إبطالهما فأحسن فيه وأجاد ).

 

ليست هناك تعليقات:

بحث في الموقع :

تابعنا :


الأسئلة:

قناة التلجرام

مشاركة مميزة

معاشر المحبين، الحب دين!

اقرأ المقال على شبكة الألوكة   لا نجد في قاموس البشرية كلمةً أجمَعَ الناس عليها غير هذه الكلمة   (الحب)؛ فهي كلمة تشتاق لها القلوب، ...

المشاركات الشائعة

منصة بصيرة للتعليم الشرعي المفتوح