لا يلزم أن ينتصر الإنسان لنفسه في كل موقف يمر به في حياته ..
كونك لا تُغلب في أي نقاش أو موقف أو رأي حتى ..
لا يعني ذلك قوة في شخصيتك أو في علمك بل على العكس تمامًا !
هناك مساحات كثيرة في حياة الإنسان .. يتركها دون انتصار ..
طواعية لا كرهًا .. حبًا لا بغضًا .. شجاعة لا جبنًا .. قوة لا ضعفًا ..
نراها في بقايا الوفاء بين الأصدقاء .. وبين صادقي المحبة ..
وفي أصحاب الأخلاق النبيلة ..
وفي سير كثير من الأنبياء والعلماء والأمراء ..
وحتى في بعض معاملات البيع والشراء ..
ثقافة النجم (الأوحد) الذي لا يُغلب ..
لا تأتي إلا من ضعف في الروح وعدم ثقة في النفس ..
عن عائشة قالت:
(ما انتقم رسول الله ﷺ لنفسه، إلا أن تُنتَهك حُرْمَة الله فينتقم لله بها).
وقال ﷺ: (ليس الشديد بالصُّرَعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب).
وجاءه ﷺ أعرابي ذات يوم فجذبه ﷺ جذبة شديدة، ثمَّ قال:يا محمَّد! مُرْ لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله ﷺ ثمَّ ضحك، ثمَّ أمر له بعطاء !
وقد ختم الحقُّ -سبحانه وتعالى- الكلام على بعض أحكام الطلاق بقوله تعالى:
(وَلا تَنسَوا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ) [البقرة: 237]. والمعنى كما قال أبو زهرة:
"أي لا يذهب بكم الغضب والمكايدة إلى درجة لا تتذكرون فيها ما يكون عندكم من شمم وإباء، وإرادة للتفضل والعطاء".
وأخيرًا نحفظ قول تميم البرغوثي:
بعضُ المعاركِ في خُسرانِها شرفٌ ... من عادَ مُنتَصراً من مثلها انهزما !
#بصائر_إيمانية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق