المسلم في كل نازلة أو بلاء يراجع نفسه باستمرار ..
ويمكن لنا في ظل هذه الظروف الاقتصادية ..
أن يراجع كل منا نفسه في (سياسات الإنفاق الشخصي) ..
ولنستحضر أن الإسلام وضع نظامًا له طابع تعبدي ..
في جانب الكسب والإنفاق على حد سواء ..
فيمكن أن نراجع أنفسنا فيما يلي:
(1) الأصل أن الإنسان لا يشتري إلا ما يحتاجه فقط ..
فليس التسوق في الإسلام عادة أو هواية كما (كانت) في الغرب .
(2) ترتيب أولويات الإنفاق ..
وتقسيم قائمة المشتريات أو المصروفات إلي:
1) ضروريات :
كل ما هو ضرورة للإنسان كالمأكل والمشرب والملبس .. إلخ.
2) حاجيات:
وهي ما يحتاجه الإنسان بدرجة أقل من السابقة ..
ويمكنه الاستغناء عنها ولكن قد يؤدي ذلك إلي نوع من المشقة؛ كاستعمال بعض وسائل النقل الخاصة أو شراء ملابس (براند) وغيرها حسب قائمة كل واحد منا ..
وبالمناسبة وسائل النظافة كمزيلات العرق وغيرها من الضروريات.
3) تحسينات:
وهي درجة أقل من السابقتين وهذه حسب الغنى واليسار لكل واحد منا كشراء هاتف جديد بدلا من هاتفه القديم لغرض التحديث فقط وهكذا.
(3) ألا يثقل الإنسان نفسه بالديون:
وخاصة بعد انتشار (فيزا المشتريات) – بغض النظر عن حكمها-..
والتي دفعت الكثيرين إلي التوسع في عملية الشراء من خلالها ..
وجعلته يتجاوز أولويات الإنفاق فتجد الإسراف في التحسينات أو بعض الحاجيات .
(4) عدم الإسراف:
وقد قال تعالى: (وكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا) [الأعراف: 31].
وقال: (إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) [الأنعام:141].
(5) الصدقة:
كما أنت تعاني وقد رزقك الله تعالى..
فتذكر أن هناك فقراء معدومين .. فلا تبخل بالصدقة عليهم..
واستحضر قول الله تعالى:
(وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) [سبأ: 39].
فكن على يقين أن الله سيعوضك بخير مما أنفقت ..
وتذكر قول النبي ﷺ :"ما نقص مال عبد من صدقة" .
فهناك من الأطفال من يذهب إلي المدرسة (بعيش حاف) حرفيًا.
(6) القناعة :
وقد قال النبي ﷺ:
«قد أفلح من أسلم وكان رزقُهُ كَفَافًا وقَنَّعَهُ الله بما آتاه».
وكانت أمي -حفظها الله- دائما توصيني بأن: الغنى في الاستغناء.
هي القناعة فالزمها تعش ملكاً
لو لم يكن منك إلا راحة البدن
وانظر إلى مالك الدنيا بأجمعها
هل راح منها بغير القطن والكفن.
(7) التوبة:
قال الله تعالى: (وَلَقَدْ أَرْسَلنَآ إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ) [الأنعام:42].
قال الإمام الطبري: أي امتحناهم بالابتلاء ليتضرعوا إلي ويخلصوا لي العبادة، ويفردوا رغبتهم إلي دون غيري بالتذلل لي بالطاعة، والاستكانة منهم إلي بالإنابة.
وقال بعض السلف: "ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع إلا بتوبة".
والله من وراء القصد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق